الانفصال العاطفي بين الزوجين – أسبابه وعلاجه

هل تخاف/ين من تجربة الانفصال العاطفي بين الزوجين؟ لديك كل الحق في هذا لأنها من أكثر الظواهر انتشارا في مجتمعاتنا العربية وأهم مؤثر في انهيار الزواج.
ينفصل الزوجان بالتدريج عن أحدهما الآخر على مدار شهور أو سنوات ولا يتم إدراك ذلك حتى يصبح مشكلة تهدد العلاقة.
وسنذكر في هذا المقال أهم الأسباب التي تؤدي لذلك مع اقتراحات لكيفية منع هذه العقبات أو تقليلها والوقاية من الانفصال العاطفي.
لماذا يحدث الانفصال العاطفي بين الزوجين؟
نسيان الآن
تمر الأيام سريعا وننسى الإستمتاع باللحظات البسيطة وإخبار شريك الحياة بحبنا وتقديرنا.
ننسى الحياة في اليوم ونتذكر الماضي بآلامه أو نعيش في قلق من المستقبل.
في حين أن استمتاعك باللحظات البسيطة مع شريك حياتك يقلل ضغط المسؤوليات اليومية ويجعل علاقتكما أفضل باستمرار.
عدم الإستماع بشكل كاف
ما الهدف من الكلام إذا لم يكن هناك من يستمع؟ في المرة القادمة عند تحدثك مع شريكك استمع/ي إلى ما يقوله.
على سبيل المثال إذا قالت الزوجة شئ معتاد مثل: “مرحبا بعودتك أنا أجهز الطعام وسيأتيك حالا”
يمكن حينها للزوج قول شيئا مثل: “رائع! ماذا طبخت اليوم؟”.
فتح هذا الحديث يوميا مع شريكك يساعد في زيادة التواصل بينكما ويشعر الآخر باستماعك واهتمامك.
ويوجد في مجموعة أوقات سعيدة الكثير من الأفكار ومئات الأسئلة لفتح موضوعات لا تنتهي بينكما.
يمكنك الحصول عليها بالضغط على هذا الرابط.
قلة الإهتمام
هل يعيش كل منكما في عالم موازي؟
أم يعرف كلاكما كل شيء عن الآخر ويهتم به؟
على سبيل المثال إذا فكرت زوجتك مثلا في أخذ دورة تدريبية عن هواية معينة فلا تقلل من أهمية ذلك وشاركها فيما تريد.
اجعلها تشعر باهتمامك من خلال طرح الأسئلة وتشجيعها.
وإذا أخبرك زوجك عن مشروع سواء كان متعلقا بالعمل أو غيره فاسأليه عن التقدم فيه بعد أسبوع مثلا.
حتى إذا لم يكن لديك اهتمام أو ليس لديك فكرة عن الأمر فلا يزال بإمكانك إعطائه الإهتمام الذي يستحقه.
كلمات بسيطة مثل “أنا فخورة بك” و “أنت تتعلم سريعا” ستكون كافية.
فالرد الإيجابي ومجرد الإهتمام هو كل ما يبحث عنه شريكك خاصة إذا كان يعلم أنك لست على دراية بالموضوع.
وبالتالي تتجنب أحد أسباب الانفصال العاطفي بين الزوجين.
قلة الكلمات الطيبة
إذا لم يسمع شريكك كلمات طيبة منك مؤخرا فهذا هو الوقت المناسب للبدء.
مثال: أخبري زوجك كم هو وسيم عندما يرتدي ملابس معينة أو كم هو ذكي عندما يجد حلا لمشكلة ما.
أخبر زوجتك كم هي جميلة اليوم أو كم هي نشيطة ومرحة.
بالتأكيد هذا سيسعد الطرف الآخر وستكون المكافئة ابتسامة أو عناق حنون.

إن إدراك المواضع المؤلمة في علاقتك بشريك حياتك والعمل الجاد للتخلص منها يساعد في إنقاذ الزواج المتعثر.
عدم الفهم
ينشأ الكثير من الإحباط بين المتزوجين لأن أحدهما أو كلاهما يشعر أن الآخر لا يفهمه.
قد يكون الأمر واضحا لك ولكن يجب أن يكون واضحا لشريكك كذلك.
لذلك عليك توضيح المشكلة بطريقة مختلفة ومنحه فرصة للتعبير عما فهمه.
كذلك عليك تجنب الغموض وبعض من الصبر حتى تصل وجهة نظرك كاملة ومفهومة لشريكك.
لأن عدم وجود ذلك يتسبب في كثرة المشاكل الزوجية والتي يعتقد الزوجان حدوثها بدون سبب.
لا وجود للفريق
الزواج هو اتحاد شخصين يعملان معا لتحقيق هدف رئيسي واحد – السعادة الزوجية.
وفي هذا الفريق المكون من شخصين كل فرد لديه مسؤولياته الخاصة التي تتكامل مع مسؤوليات شريكه.
وغير مسموح انسحاب فرد من دوره تماما لكن يطلب المساعدة حين يحتاجها ولفترة معينة.
مثال: الزوجة عليها الطبخ ورعاية الأبناء ولكن إذا كان الزوج لديه بعض الوقت والجهد فلا مانع من مساعدتها قدر الإمكان.
قد ينتهي به الأمر إلى بذل قدر كبير من الجهد في تلك المهمة ولكن النتيجة الطيبة ستتجاوز ذلك.
فزوجته سترى فعله وستقدره وسترد له نفس المساعدة عندما يحتاجها.
عدم التفاوض
من الطبيعي قبل الزواج أن يفعل كل منا ما يريده ويختار القرارات التي يراها صائبة دون الحاجة إلى موافقة أي شخص.
لكن في الزواج من المهم تبني مبدأ “الأخذ والعطاء بالتبادل”.
لأن الإستمرار في التصرف كما كان الحال قبل الزواج لن يعالج أحد أسباب الانفصال العاطفي بين الزوجين.
إذا كان لديك رأي معين فعليك التعبير عنه لكن مع أخذ رأي شريكك في الحسبان وتفهم وجهة نظره.
حاولا التفاوض على قرار يكون فيه كل منكما رابحا.
إذا أعطيت القليل اليوم فسيعطيك الشريك المتفهم قدر ما تقدمه غدا.
نقص المعرفة
يبحث أي منا قبل تولي وظيفة أو حتى فتح مشروع عن أفضل تدريب لإعداد نفسه وبناء المهارة في هذا المجال.
لكن لا يتم تطبيق نفس المبادئ على الزواج إلا قليلا.
فنجد الكثيرين غير مستعدين للتعامل مع تحديات الزواج وصعوباته في حين أن عليهم تثقيف أنفسهم جيدا للنجاح في هذه العلاقة.
كلما عرفت أكثر في وقت مبكر قلت المفاجآت وزادت قدرتك على تجاوز العقبات الصغيرة التي يمكن للآخرين التعلق بها.
سيؤدي ذلك إلى تقليل مستويات التوتر في زواجك وتوفير الوقت حتى تتمكن من التركيز على أشياء أكثر أهمية مثل زيادة الترابط مع شريكك.
هذه القائمة ليست شاملة تماما حيث توجد العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن ينفصل الزوجان عاطفيا بسببها.
ومع ذلك كانت هذه أهم النقاط التي يعاني منها الأزواج اليوم والتي قد لا يبدو الكثير منها واضحا.
يمكن أن يتحسن زواجك بالتأكيد حتى لو كان يعاني من الكثير من هذه النقاط.
فكل ما تحتاجه هو الوعي بأسباب الانفصال العاطفي بين الزوجين والإستمرار في الخطوات العملية للتخلص منها.